مختصرات

http://7afad.blogspot.com/p/blog-page_92.html        http://7afad.blogspot.com/p/blog-page_25.html         http://7afad.blogspot.com/p/blog-page_92.html         http://7afad.blogspot.com         http://7afad.blogspot.com/search/label/%D9%83%D8%AA%D8%A8%20PDF

http://7afad.blogspot.com/

الاثنين، 1 يناير 2018

إصدار الجزء الخامس من كتيب "الفائزون"

إصدار الجزء الخامس من كتيب "الفائزون"
تم بحمد الله إصدار الجزء الخامس من كتيب "الفائزون" الخاص بمسابقة القصة القصيرة 2017 - لدار حفد للنشر الإلكتروني اللاورقي:

لتحميل الكتيب من صفحته الخاصة لقراءة المقالات الموردة فيه، الرجاء إتباع هذا الرابط:
من هنا . . .أو تحميل الكتيب بشكل مباشر من هذا الرابط:
من هنا وأما بما يخص القصة القصيرة الفائز بالمرتبة الأولى .. والحاصلة على مكافأة النشر في الصفحة الرئيسية .. فكانت من نصيب الأخ /عبدالعليم محمد .. تحت عنوان " الكشة" ونصها:
حلم المدينة يقترب، وعد عمي صار ً  واقعا لقد أحرزت ً  مركزا متميزا في امتحان النقل إلى المدارس الوسطى؛ تم قبولي في أفضل مدرسة من المدارس الثلاث، أرسل لي عمي ثمن تذكرة العربة، وملابس ؛ً مدنية أنيقة، وساعة يد من ماركة سيكو .سارت بنا العربة في سباق مع أخريات حتى دخلنا المدينة ليلا ً  كنت ،ً متشوقا لرؤيتها نهارا فقد حدثني بعض من زارها عن النهر والحدائق والحيوانات الملونة والسينما وأشياء أخرى اختزنتها ذاكرتي من الحكايات الصبية الذين رأوا المدينة قبلنا .  طلعت شمسي الأولى في المدينة وأنا بين الحلم واليقظة،   يّ تبعت عم حتى محطة الحافلات التي تأتي بغتة، الناس يتقاذفون داخلها بعد   ،  عراك يِّّ حام ً  عم صعد الحافلة أكثر من مرة ونزل، كنت ً  عاجزا ّ  تماما عن صعود أي من هذه الحافلات ً  .الكثيرة أخيرا قرر عمي   ،ِّ أن نذهب ً  ين تبعته حتى سور بوستة أمدرمان، وقف َلِّ راج طويلا ليأتي بالشاي ً  و(الزلابية )الحارة، دحرج ً  حجرا ً  كبيرا وجلس عليه، فرش أمامه بساطا من قمش مهترئ، وضع بعض ً  الأحذية البالية، أخرج علبة من جراب كان يحمله، أخرج من العلبة ً  خيطا متينا و(جبّادة )خصف الأحذية، ً  طلبت منه جبّادة ،ً وخيطا وبساطا سألني :ماذا تريد بذلك؟ قلت :أنا أعرف خصف النعل، أريد   أن أعمل . ضحك وناولني كامل أدوات العمل، أخذني إلى   ممر   ً  قّ ضي خوفا من شرطة البلدية التي تباغتهم في أغلب الأحيان، جلست أنظر أوجه المارة وأنعطف ببصري على أحذيتهم؛ ي   ن أحظى ّعل ،  بحذاء تالف جلست  ٌ ساعات أحدق في الوجوه والأحذية، َ  أناس ينتظرون، وآخرون يسيرون في صفوف لم ينته بي   البصر إلى مقاصدهم، إنهم يندفعون، كالنمل، نحو الأبد، يتداخلون وينفصلون، أصواتهم تمتزج بأبواق السيارات ً  وبأصوات لم تستبن بوضوح، أقدامهم تتحرك برشاقة لن تتلف أحذيتهم، سسببتهم سرا عشرات المرات،  ً ٌ  أخيرا أنقذهم من سبابي ً  رجل عجوز يحمل حذاءه في يده، ناولني ً  حذاء ،ً باليا ً  متسخا كنت نظيفا وأنيقا على ً  غير ما عليه رفقاء المهنة، أخذت الحذاء المتيبّس وانحنيت أخصفه، كنت فرحا بذلك، لم يشغلني عن الحذاء ؛ً إلا تماوج الناس وهم يجرون في اتجاه واحد، ظننتهم يطاردون ً  لصا لقد سمعت كثيرا عن لصوص المدينة، ةَّ ( تجاهلت الأمر وانشغلت بحذاء العجوز، سمعتهم يقولون ّ   لم أكن أعلم ،) شَ الك ةّ أن الكش تطارد الإسكافية والعمال، ظننتها (  تكش )المجرمين واللصوص والمتسكعين بلا عمل، هجم رجال الشرطة من اتجاهين، ً  رأيت شرطيا يتجه نحوي والجميع يصيح بي :اجري ...اجري ...اجري .كانت (الجبادة )داخل الحذاء  َّ المقيت المتخشب، نزعتها بقوة فوقعت من يدي، تشابكت مع الخيط الذي   لتف حول رجلي، ِّا نهضت وجريت ؛ الحذاء خلفي يعلو ويهبط،   جريت خطوات فأحسست بخدر في رجلي،   نظرت فإذا بدم يسيل، انغرست الجبادة بين الكاحل والكعب، داهمني الشرطي بقسوة، ضربني على ظهري بعصاه الغليظة، صاح المارة بالشتائم( :يا   إر يا      ،) مضر نزلت دمعاتي بحرقة، أتبعتها بتنهدات مسموعة، أخذني   الشرطي من يدي، ّ  إلا أن رجلي   توقفت عن الحركة،   حاولت نزع (الجبادة )من رجلي ففشلت، فهي معقوفة مثل صنارة صيد ،ً الأسماك ٌ  تماما أخرج ً  رجل عابر سكينا من ذراعه وقطع الخيط فخلصني من الحذاء المشؤوم،
حملني الشرطي على كتفه مثل حمل صغير، رمى بي لم رأى الدم يسيل على قميصه، سحبني من رجلي، أتاه َّ  رفيقه، أحدهما أمسك ،َّ بيدي والآخر برجلي قذفا بي داخل عربتهم، كان عمي وآخرون داخلها، رآني عمي فحاول   ً  أن يخلصني، ضربه الشرطي من أعلى زاوية العربة على رأسه، انهمرت دموعي اّ كثيرا لم رأيت ؛ً يّ عم ً  مقهورا عمي الذي تغنت بشجاعته ومروءته جميع نساء القرى، كان أسدا وقبيلة لوحده، تحركت عربة الشرطة، جابت سوق أم درمان وأنا أحاول نزع (الجبادة )من رجلي فأفشل؛ تقف العربة في زاوية ّ  فينزل العسكر بسرعة، يمسكون بعض الأشخاص ثم يتحركون، امتلأت العربة   ّ  فذهبت بنا إلى مبني يضج ،ً برجال الشرطة، أوقفونا صفا لم أقو على الوقوف فجلست على الأرض، أتي ضابط يتبختر كالصقر الذي ّ  على كتفه، خِّّ ظل يحدق دون أن ينطق بكلمة، رأى الدم يلط جلبابي فسألني بفتور :ما بك؟ مددت رجلي خارج الطابور فنهشني سوط على ظهري، ارتفع صوتي بالبكاء، نظر الضابط المصقور على كتفه بفتور ً  يتأملني، أشرت إلى الجبادة المنغرسة في رجلي، نادى الضابط ً  شرطيا جهما منتفخ البطن، أمره بحملي إلى المشفى، أتاني على عجل، سألني عن حالي   ً  فأومأت إلى موضع ألمي، قال للضابط :هذه لا تحتاج طبيبا يا ةّ سيادتك؛ أنا سأخرجها، حاول سحب الجباد فزاد صراخي، ذهب بسرعة نحو غرفة طرفية وعاد يحمل  ً ،ً منشارا يّ صغيرا طلب من الصبر  ؛ يّ فتصابرت ّ  لأن تمنيت، قبله، لو ،ً أن معي يّ منشارا طلب من دفع الجبادة ّ  إلى الأمام لتخرج من الجانب الآخر، أقنعتني فكرته، ً  لأن سحبها يأخذ ً  لحما ،ً وعصبا كثيرا   ضغطت على الجبادة حتى ظهر رأسها في الجانب الآخر من رجلي،   ّ  تحاملت على نفسي؛ مع أن بعض حركات المنشار ّ  كانت ً  تحذ رجلي، أخيرا قطع رأس الجبادة، سحبها بعنف، إنقذف الدم كنافورة   ،  ماء بضغط ً  عال جلب قماشا  ً ،ً شرطيا ً  باليا وضع ً  ترابا ،ً رطبا على موضع الجرح وربطه ّ قويا يِّّ التف الجميع حولي، أتى ،ً عم مكسورا   ،  رأيت دمعاته تهطل ّ  بحياء أتاه شرطي نحيف طويل، طلب منه بجلافة، وعصاه مرفوعة،   أن يعود إلى مكانه، قال عمي :هذا ابن أخي، وهو تلميذ أتي ليرى المدينة لأول مرة، أتاني الضابط يتبختر، قال لي :أهذا عمك؟ قلت :نعم .اقتنع الضابط بعد   أن سألني عن معارك وهمية في تاريخ السودان، وعن تجار وعملاء ،ً هم التاريخ ّ دون أبطالا طلب مني   أن أذهب إلى حالي، حرت في أمري، لا أدري إلى أين أتجه، عدت إلى  َ الضابط، ّ  لتفت ِّا ً  إلي وقال :ما بك؟ قلت :لا أعرف إلى أين أذهب؛ لقد أتيت اليوم إلى المدينة، ولا أعرف أحدا غير عمي المحبوس معكم .طلب عمي   ؛ً أن يسمحوا له بإيصالي إلى البيت ويعود، ضحكوا جميعا حتى الموقوفين معه .قال عمي للضابط :أنا أقصد   أن يذهب معي شرطي وسأدفع أجرة التاكسي، رفض الضابط ذلك، فلم يكن أمامي خيار غير البقاء مع عمي .دونوا أسماءنا وبصماتنا، أدخلونا في غرف ضيقة ومحكمة تفوح منها رائحة البول، لم أجد مكانا للنوم،   جلست فلم أستطع النهوض إلا بعد مساعدة عمي، فقررت ألا ؛ً أجلس ثانية، أخرجونا في الساعة الثانية صباحا أركبونا في عربة شحن ضخمة،   يّ حمدت الله أن خرجت من هذه الحفرة، سارت بنا العربة وسط الأضواء التي تهرب من وجهي مسرعة، بدأت العربة في الصعود إلى أعلى، أتى نسيم بارد، رأيت تموجات المياه؛ إنه البحر، دخلت في نشوة لم أشعر بها من قبل، لا أدري إلى ،ً أين كانوا يتجهون بنا، لكني كنت ّ فرحا بدأت أحس بحمى داخل جسمي فتجاهلتها، أوصلونا إلى مكان قالوا ً  إنه محطة القطار، أركبونا في غرف مغلقة، تحرك القطار، لم أر بعدها شيئا إلا وجه أمي ورفاقي الذين تركتهم قبل برهة.

شكراً أطنان من الدار إلى كل من شارك وساهم بقصته في هذا الكتيب ..

وإنتظروا مسابقاتنا القادمة

المؤسس

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق